اعتباطاً بل حديثه موافق لمقتضى الحال ، وبدون الاحاطة بتلك الأسباب يبقى الحديث ناقصاً ولا يتوفر المحدث أو المتلقي على معرفته ، ومن هنا أشار أئمة أهل البيت عليهمالسلام إلى أسباب صدور بعض الأحاديث كي يجلوا عنها غبار الغموض والابهام.
عن أبان الأحمر ، قال : « سأل بعض أصحابنا أبا الحسن عليهالسلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها ، أتحول عنها ؟ قال : نعم. قال : ففي القرية وأنا فيها ، أتحوّل عنها ؟ قال : نعم. قال : ففي الدار وأنا فيها ، أتحول عنها ؟ قال : نعم. قلت : إنا نتحدث أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف ؟ قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله انما قال هذا في قوم كانوا في الثغور في نحو العدو ، فيقع الطاعون ، فيخلّون أماكنهم ويفرون منها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك فيهم » (١).
تعرض الحديث لأسباب مختلفة وأغراض شتى إلى الحذف والاسقاط والتحريف ، وكان للأئمة الهداة عليهمالسلام دور واضح في الدلالة على هذه الظاهرة الخطيرة التي توجّه إلى أحد أهم مصادر التشريع.
عن الحسين بن خالد ، قال : « قلت للرضا عليهالسلام : يابن رسول الله ، إنّ قوماً يقولون : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ الله خلق آدم على صورته ؟ فقال : قاتلهم الله ، لقد حذفوا أوّل الحديث ، إنّ رسول الله مرّ برجلين يتسابّان ، فسمع
______________
(١) معاني الأخبار : ٢٥٤ / ١.