الفصل الأوّل
معالم التصحيح في التفسير والحديث
المبحث الأول
في تفسير القرآن الكريم وتوضيح مفاهيمه
يعدّ حديث أهل البيت عليهمالسلام من أهم مصادر تفسير آيات الكتاب الكريم ، وبيان أبعاد معانيه ، وتصاريف أغراضه ومراميه ، وقد أثبتت الدلائل والوقائع أنهم عليهمالسلام الأقدر على تفسير الكتاب وإدراك مضامينه وفهم دقائقه ، قال تعالى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ ) (١).
ذلك لأن القرآن نزل في بيوتهم ، ولأنهم أعدال القرآن الذين قرن رسول الله صلىاللهعليهوآله بينهم وبينه ، وذكر أنهما لن يفترقا حتَّى يردا عليه الحوض ، وورد عنهم عليهمالسلام ما يدل على إحاطتهم بتفسير كتاب الله ومعرفة أسباب نزوله وناسخه ومنسوخه وسائر علومه ، وإنما تعلموا ذلك من جدهم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « والله ما نزلت آية إلَّا وقد علمت فيما نزلت ،
______________
(١) سورة النساء : ٤ / ٨٣.