ولكنّهم حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها... » (١).
ردّ أمير المؤمنين عليهالسلام على ذرائع أهل الشورى التي تمسّكوا بها لنيل الخلافة ، كالاختيار ورضا الجماعة والصحبة وغيرها ، حيث قال : « واعجباً أن تكون الخلافة بالصحابة ، ولا تكون بالصحابة والقرابة.
قال الرضي رحمهالله : وقد روي له شعر قريب من هذا المعنى وهو :
فإن كنتَ بالشورى ملكت أمورهم |
|
فكيف بهذا والمشيرون غُيَّبُ |
وإن كنتَ بالقربى حججت خصيمهم |
|
فغيرك أولى بالنبي وأقربُ » (٢) |
قال ابن أبي الحديد : حديثه عليهالسلام في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر وعمر ، أمّا النثر فإلى عمر توجيهه ؛ لأنّ أبا بكر لمّا قال لعمر : « امدد يدك ، قال له عمر : أنت صاحب رسول الله في المواطن كلّها ، شدّتها ورخائها ، فامدد أنت يدك ، فقال علي عليهالسلام : إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إياه في المواطن كلّها ، فهلا سلّمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك وزاد عليه بالقرابة !
وأمّا النظم فموجّه إلى أبي بكر ، لأنّ أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة ، فقال : نحن عترة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبيضته التي تفقّأت عنه ، فلمّا بويع احتجّ على الناس بالبيعة ، وأنّها صدرت عن أهل الحلّ والعقد. فقال
______________
(١) نهج البلاغة : ٤٨ ـ الخطبة ٣.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٤١٦.