والأبصار ، ولكن قل كما أقول لك : يامقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك » (١).
درج الناس على بعض الأفعال والأقوال التي لا تنسجم مع روح الشريعة الغراء ومبادئ الإسلام العظيم ، والإمام باعتباره قائداً روحياً وموجهاً يتحرك في الوسط الإسلامي ، يرصد تلك الممارسات ويجعلها في إطارها الصحيح ، ومن ذلك أن أحدهم هنّأ بحضرة أمير المؤمنين عليهالسلام رجلاً بغلام ولد له ، فقال له : « ليهنك الفارس. فقال عليهالسلام : لا تقل ذلك ، ولكن قل : شكرت الواهب ، وبورك لك في الموهوب ، وبلغ أشده ، ورزقت بره » (٢).
ولقيه عليهالسلام عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار ، فترجّلوا له واشتدوا بين يديه فقال عليهالسلام : ما هذا الذي صنعتموه ؟ فقالوا : خلق منا نعظّم به أمراءنا. فقال : والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم ، وإنكم لتشقّون به على أنفسكم في دنياكم ، وتشقون به في آخرتكم ، وما أخسر المشقة وراءها العقاب ، وأربح الدعة معها الأمان من النار ! » (٣).
وأقبل حرب بن شرحبيل الشبامي ، وكان من وجوه قومه يمشي مع أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وكان عليهالسلام راكباً ، فقال له : « ارجع ، فإن مشي مثلك
______________
(١) إكمال الدين : ٣٥١ / ٤٩.
(٢) نهج البلاغة : ٥٣٧ ـ الحكمة ٣٥٤.
(٣) نهج البلاغة : ٤٧٥ ـ الحكمة ٣٧.