الغلوّ : مجاوزة الحدّ المعقول في العقائد الدينية والواجبات الشرعية. والغالي في أهل البيت عليهمالسلام من يقول فيهم عليهمالسلام ما لا يقولون في أنفسهم ، كالقول بأُلوهية النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام ، وبكونهم شركاء لله سبحانه في الربوبية ، وأن الله تعالى حلّ فيهم أو اتحد بهم ، وانهم يعلمون الغيب ، والقول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات والعبادات ، والقول بأنّ الله فوّض إليهم أمر العباد بالتفويض المطلق ، والقول بأن الأئمة عليهمالسلام أنبياء ، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، والقول بأنهم لم يُقتلوا ولم يموتوا بل شبّه لهم ، والقول بتفضيل الأئمة عليهمالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله في مكارم الأخلاق ، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة التي رفضها الأئمة عليهمالسلام وشيعتهم الإمامية جملة وتفصيلاً ، وذهب بعض الغلاة إلى ادعاء البابية أو الإمامة أو النبوة.
وفرق الغلاة كثيرة ، منهم : العليائية
والمخمسة والغرابية والبزيعية والبيانية والخطابية والشعيرية والمغيرية والمنصورية ، وغيرهم من فرق الضلال المنقرضة ، التي نشأت لأسباب عديدة ، منها سياسية تهدف إلى طلب الرئاسة والزعامة ، أو الحطّ من مكانة الأشخاص الذين يغالون فيهم والتقليل من شأنهم ، ومنها المصالح الشخصية الهادفة إلى احتواء أموال الناس وأكلها بالباطل ، ومنها النزوات الشاذة التي جعلت أصحابها يتمردون على شرعة الله سبحانه ، فأباحوا المحرمات واستخفوا