عن أبي هريرة ، فقال ما هذا لفظه :
« قلت لبعضهم : هذا الحديث لا ينبغي أن يقبل ؛ لأنّ نسبة الكذب إلى إبراهيم عليهالسلام لا تجوز ، وقال ذلك الرجل : فكيف يحكم بكذب الرواة العدول ؟ فقلت : لمّا وقع التعارض بين نسبة الكذب إلى الراوي وبين نسبته إلى الخليل عليهالسلام ، كان من المعلوم بالضرورة أنّ نسبته إلى الراوي أولى » (١).
وللامام عليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام حديث طويل رواه عليّ بن محمّد ابن الجهم ، وأجاب فيه الإمام عليهالسلام عن كثير من الآيات التي توهم ما يعارض العصمة ، قال عليّ بن محمّد بن الجهم : «حضرت مجلس المأمون وعنده الرّضا عليّ بن موسى عليهاالسلام ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله ، أليس من قولك إنّ الأنبياء معصومون ؟ فقال : بلى ، وذكر حديثاً طويلاً ، ومنه : قال المأمون : فأخبرني عن قول الله تعالى : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ) ؟ (٢).
فقال الرضا عليهالسلام : لقد همَّت به ، ولولا أن رأى برهان ربِّه لهمَّ بها كما همّت به ، لكنّه كان معصوماً ، والمعصوم لا يهمّ بذنبٍ ولا يأتيه. ولقد حدَّثني أبي ، عن أبيه الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : همّت بأن تفعل ، وهمَّ بأن لا يفعل. فقال المأمون : لله درّك ، يا أبا الحسن » (٣).
______________
(١) التفسير الكبير / الفخر الرازي ١٦ : ١٤٨.
(٢) سورة يوسف : ١٢ / ٢٤.
(٣) عيون أخبار الرضا ١ : ٢٠١ / ١.