يوسف عليهالسلام إرادة الاصلاح » (١).
وفي حديث آخر عنه عليهالسلام ، قال : « ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم عليهالسلام ، فقلت : فكيف ذاك ؟ قال : إنما قال إبراهيم عليهالسلام : ( فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ) إن نطقوا فكبيرهم فعل ، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئاً ، فما نطقوا وما كذب إبراهيم عليهالسلام.
فقلت : قوله عزّوجلّ في يوسف عليهالسلام : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) قال : إنهم سرقوا يوسف من أبيه ، ألا ترى أنه قال لهم حين قال : ( مَّاذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ) (٢) ، ولم يقل : سرقتم صواع الملك ؟ إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه » (٣).
وهذا الحديث وغيره (٤) يستبطن ردّاً على ما روي من طرق العامة بما لا يتناسب مع شخصية الأنبياء عليهمالسلام ، عن أبي هريرة قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لم يكذب إبراهيم إلّا ثلاث كذبات : قوله حين دعي إلى آلهتهم إني سقيم ، وقوله : فعله كبيرهم هذا ، وقوله لسارة : انها أختي... » (٥).
وقد حكم الفخر الرازي في التفسير الكبير بكذب حديث البخاري
______________
(١) الكافي ٢ : ٣٤١ / ١٧.
(٢) سورة يوسف : ١٢ / ٧١ ـ ٧٢.
(٣) معاني الأخبار : ٢١٠ / ١.
(٤) راجع : الكافي ٨ : ١٠٠ / ٧٠ ، مجمع البيان ٨ : ٧٠٢.
(٥) راجع : صحيح البخاري ٤ : ٢٨٠ / ١٦١ ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٤٠ / ١٥٤ ، مسند أحمد ٢ : ٤٠٣.