وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما ، وأنّه استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب » (١).
أُثيرت العديد من الشبهات في الساحة الإسلامية حول موضوع الإمامة ، يحركها هوى الحكام على طول الطريق ، لإحساسهم بعدم شرعية سلطانهم ، الأمر الذي يدفع الحكام سواء كانوا أمويين أم عباسيين إلى تصفية الإمام الذي يعاصرهم غيرة وحسداً ، لاعتقادهم القاصر بامتلاك الشرعية بهذا الفعل الشنيع ، بل ودفع المأمون إلى إعطاء الإمام الرضا عليهالسلام ولاية العهد ، لإضفاء تلك الشرعية على سلطانه ، وعلى امتداد الزمن تُثار الشبهات حول إمامة أهل البيت عليهمالسلام تحت ستار كثيف من الزيف ، بحرب إعلامية مفتوحة يدير دفتها أصحاب السلطة والصولجان بالأموال والمرتزقة ، أو أقطاب الفرق الضالة المناوئة ، وقد رصدنا من تلك الإثارات قولهم : لماذا لم يسمّ علياً وأهل بيته في كتاب الله عزّوجلّ ؟ ولماذا ينتسب أهل البيت عليهمالسلام إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقال لهم : يابني رسول الله ، وإنما ينسب المرء إلى أبيه ؟ وكيف يقولون انهم ذرية النبي صلىاللهعليهوآله ، والنبي لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للاُنثى ؟ وقولهم : إن علياً عليهالسلام قتل أهل النهروان وهو لهم ظالم ، وقد أجاب أهل البيت عليهمالسلام عن أمثال هذه الإثارات بحجج واضحة ، ففندوها وعملوا على وضعها في مسارها
______________
(١) شرح نهج البلاغة ٩ : ١٩٧ ، بحار ٢٨ : ١٥٩.