عبدالله عليهالسلام ، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة ، إنّا عن الله وعن رسوله نحدّث ، ولا نقول : قال فلان وفلان ، فيتناقض كلامنا ، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا ، وكلام أولنا مصدّق لكلام آخرنا ، فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا : أنت أعلم وما جئت به ، فإن مع كلّ قول منا حقيقة ، وعليه نور ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان » (١).
يقدم لنا الإمام أبو جعفر الجواد عليهالسلام تطبيقاً عملياً لهذه القاعدة ، من خلال مناظرته ليحيى بن أكثم بمحضر المأمون وجماعة من أركان دولته وخاصته ، حيث يدلي ابن أكثم بجملة أحاديث موضوعة في فضل أبي بكر وعمر ، فيردها الإمام عليهالسلام من خلال عرضها على الكتاب والسنة. قال يحيى : « ما تقول يا بن رسول الله في الخبر الذي روي أن جبرئيل نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : يامحمد ، إنّ الله يقرؤك السلام ، ويقول لك : سل أبا بكر هل هو راضٍ عني ، فإنّي راضٍ عنه ؟
فقال عليهالسلام : ... يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع : قد كثُرت عليَّ الكذابة وستكثر ، فمن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله
______________
(١) رجال الكشي : ٢٢٤ / ٤٠١.