وسنتي فلا تأخذوا به.
وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (١) فالله عزَّوجلَّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سرّه ؟! هذا مستحيل في العقول.
فقال يحيى : قد روي أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : لو لم أُبعث لبُعث عمر.
فقال عليهالسلام : كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ ) (٢) فقد أخذ الله ميثاق النبيين ، فكيف يمكن أن يستبدل ميثاقه ؟ وكان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين ، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك ، وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله ؟! وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نُبِّئتُ وآدم بين الروح والجسد.
قال يحيى : وقد روي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : ما احتبس الوحي عني قط إلّا ظننته قد نزل على آل الخطّاب.
فقال عليهالسلام : وهذا محال أيضاً ؛ لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبي صلىاللهعليهوآله في نبوّته ، قال الله تعالى : ( اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ) (٣) ، فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممن اصطفاه الله إلى من أشرك به ؟!.
قال يحيى : روي أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : لو نزل العذاب لما نجى منه إلّا
______________
(١) سورة ق : ٥٠ / ١٦.
(٢) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٧.
(٣) سورة الحج : ٢٢ / ٧٥.