فوالله ما بقيت شعرة فيه ولا في جسدي إلّا قامت. ـ ثم قال : ـ لا والله ما هي إلّا وراثة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله » (١).
اتفقت كلمة أهل البيت عليهمالسلام على أن الإسلام غير الإيمان ، وأن كل مؤمن فهو مسلم وليس كل مسلم مؤمناً ، وأن الفرق بين هذين المعنيين في الدين كما كان في اللسان ، وأجمعت المعتزلة وكثير من الخوارج والزيدية على خلاف ذلك ، وزعموا أن كل مسلم مؤمن ، وأنه لا فرق بين الإسلام والإيمان في الدين (٢).
وقد ردّ أهل البيت عليهمالسلام على جميع المقولات التي تساوي بين المسلم والمؤمن للتقليل من شأن العمل بالفرائض ، مؤكدين أن الإيمان ليس كلاماً وحسب ، بل هو عقد بالقلب وعمل بالجوارح.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « قد يكون الرجل مسلماً ولا يكون مؤمناً ، ولا يكون مؤمناً حتى يكون مسلماً ، والإيمان إقرار باللسان ، وعقد بالقلب ، وعمل بالجوارح » (٣).
وعن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : من شهد أن لا إله إلّا الله وأن محمداً رسول الله صلىاللهعليهوآله كان مؤمناً ؟ قال : فأين فرائض الله ؟
______________
(١) أمالي المفيد : ٢٣ / ٥.
(٢) أوائل المقالات / المفيد : ٤٨ / ١٤.
(٣) خصائص الأئمة / الشريف الرضي : ١٠٠.