هذا الحديث فقال : هو حقّ لا شكّ فيه ، ولكن أحدث الكفر بعدُ.
فقال له أبو جعفر عليهالسلام : ثكلتك أُمك أخبرني عن الله عزّوجلّ أحبّ علي ابن أبي طالب يوم أحبّه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان ، أم لم يعلم ؟ قال ابن نافع : أعد عليّ. فقال له أبو جعفر عليهالسلام : أخبرني عن الله جلّ ذكره أحبّ علي بن أبي طالب يوم أحبّه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان ، أم لم يعلم ؟ قال : إن قلت : لا ، كفرت. قال : فقال : قد علم. قال : فأحبّه الله على أن يعمل بطاعته ، أو على أن يعمل بمعصيته ؟ فقال : على أن يعمل بطاعته. فقال له أبو جعفر عليهالسلام : فقم مخصوماً ، فقام وهو يقول : ( حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (١) الله أعلم حيث يجعل رسالته » (٢).
ومن الشبهات المثارة في هذا الاتجاه ، اتهام أئمة أهل البيت عليهمالسلام بادعاء علم الغيب ، والتهمة غالباً ما تكون من قبل الحكام أو المرتبطين بهم ، الأمر الذي أنكره أهل البيت عليهمالسلام بشدة ، فحينما أقدم المنصور الإمام الصادق عليهالسلام إلى الكوفة بعد مقتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وصار بين يديه قال له المنصور : « أنت الذي تعلم الغيب ؟ فقال عليهالسلام : لا يعلم الغيب إلّا الله » (٣).
وقال يحيى بن عبد الله بن الحسن لأبي الحسن عليهالسلام : « جعلت فداك ، انهم يزعمون أنك تعلم الغيب ؟ فقال عليهالسلام : سبحان الله ! ضع يدك على رأسي ،
______________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٨٧.
(٢) الكافي ٨ : ٣٤٩ / ٥٤٨.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٣٢.