المبحث الثاني
معالم التصحيح التاريخي
لأهل البيت عليهمالسلام اسهامات كثيرة في مجال التصحيح التاريخي (١) سيما في النقاط التي يضفي عليها المؤرخون شيئاً من الضبابية ، أو يتعمدون إسقاطها أو تحريفها ، لأسباب فرضتها هيمنة السلطة الحاكمة على نتاج المؤرخ وسلبها لإرادته ، نذكر هنا على سبيل المثال :
عن إسحاق بن جعفر ، عن أبيه عليهالسلام قال : « قيل له : إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافراً ؟ فقال : كذبوا كيف يكون كافراً وهو يقول :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً |
|
نبياً كموسى خطّ في أول الكتب |
وفي حديث آخر : كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول :
لقد علموا أن ابننا لا مكذب |
|
لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطل |
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل » (٢) |
وعن صفوان الجمّال قال : « كنت أنا وعامر وعبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله عليهالسلام قال : فقال له عامر : جعلت فداك ، إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين عليهالسلام دُفن بالرحبة ؟ قال : لا. قال : فأين دفن ؟ قال :
______________
(١) راجع : أبواب التاريخ من أُصول الكافي.
(٢) الكافى ١ : ٤٤٩ / ٢٩.