قال : وسمعته يقول : كان علي عليهالسلام يقول : لو كان الإيمان كلاماً لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام.
قال : وقلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن عندنا قوماً يقولون : إذا شهد أن لا إله إلّا الله وأن محمداً رسول الله صلىاللهعليهوآله فهو مؤمن ، قال : فلِمَ يضربون الحدود ، ولِمَ تقطع أيديهم ؟! وما خلق الله عزّوجلّ خلقاً أكرم على الله عزّوجلّ من المؤمن ؛ لأنّ الملائكة خدّام المؤمنين ، وإنّ جوار الله للمؤمنين ، وإنّ الجنة للمؤمنين ، وإنّ الحور العين للمؤمنين ، ثم قال : فما بال من جحد الفرائض كان كافراً ؟ » (١).
عاصر أئمة أهل البيت عليهمالسلام فترة السجال العقائدي في غضون القرن الأول والثاني والثالث من الهجرة ، الذي صاحبه نشوء مختلف الفرق الإسلامية ، كالخوارج والمعتزلة والواقفة والمرجئة والجبرية والمفوّضة والأشاعرة وغيرهم ، وكان لهم عليهمالسلام ولأصحابهم مناظرات وكلمات مسهبة مع أصحاب تلك الفرق بهدف تصحيح المسار ، منها كلام لأمير المؤمنين عليهالسلام في إبطال مقولة الخوارج : لا حكم إلّا لله ، قال عليهالسلام : « كلمة حقّ يُراد باطل ؟؟. نعم إنه لا حكم إلّا لله ، ولكن هؤلاء يقولون : لا إمرة إلّا لله ، وإنه لابدّ للناس من أمير برّ أو فاجر ، يعمل في إمرته المؤمن ، ويستمتع فيها الكافر ، ويبلغ الله فيها الأجل ، ويجمع به الفيء ، ويقاتل به العدو ، وتأمن به
______________
(١) الكافي ٢ : ٣٣ / ٢.