السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ، حتى يستريح به برّ ، ويستراح من فاجر » (١).
وتعد المرجئة من الفرق التي نشأت في أحشاء السلطة ، والإرجاء هو التأخير ، وهم يؤخّرون العمل عن الإيمان ، ويقولون إنّ الإيمان معرفة بالقلب وتصديق باللسان ، ولا يضرّ معه ذنب ، كما أنّهم أرجأوا الحكم في مرتكب الكبيرة إلى الله تعالى ، ورجوا الثواب لأهل المعاصي ، لقولهم : لا تضرّ مع الإيمان معصية (٢).
وروّج الطغاة الأمويون البغاة لفكرة الارجاء ، سيما معاوية بن أبي سفيان وأصحابه ، ليبرّروا عبثهم بأحكام الدين ، وتعطيل كتاب الله وسنّة نبيّه ، واستباحة حرمات المؤمنين واستبدادهم بحقوقهم ، وهم مع كلّ ذلك مؤمنون لا يضرّ بإيمانهم شيء ، ولا ينقص في إيمانهم عمل !!
ومن هنا وقف الأئمة عليهمالسلام بوجه هذا الفكر الهدام بكل حزم وصلابة.
ومن ردود الإمام الصادق عليهالسلام على المرجئة : « عن ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو ، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت. فقال : هؤلاء قوم يترجحون في الأماني ، كذبوا ، ليسوا براجين ، إن من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف من شيء هرب منه » (٣).
______________
(١) نهج البلاغة ١ : ٩١ / خ ٤٠ ـ تحقيق محمد عبده.
(٢) راجع : الملل والنحل ١ : ١٢٥.
(٣) الكافي ٢ : ٦٨ / ٦.