محمّد عليهاالسلام عن قول الله عزّوجلّ : ( مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ) (١). فقال عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى يُضلّ الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته ، ويهدي أهل الإيمان والعمل الصالح إلى جنّته ، كما قال عزّوجلّ : ( وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ) (٢) ، وقال عزّوجلّ : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) » (٣).
وعن حمدان بن سليمان النيسابوري ، « قال : سألت عليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام بنيسابور عن قول الله عزّوجلّ : ( فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ) (٤). قال : من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنّته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله ، والثقة به ، والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتّى يطمئن إليه ، ومن يرد أن يضلّه عن جنّته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا ، يجعل صدره ضيقاً حرجاً حتّى يشكّ في كفره ، ويضطرب من اعتقاده قلبه ، حتّى يصير كأنما يصعد في السّماء ، كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون » (٥).
ذهب أهل البيت عليهمالسلام إلى القول بعصمة الأنبياء عليهمالسلام جميعاً من
______________
(١) سورة الكهف : ١٨ / ١٧.
(٢) سورة إبراهيم : ١٤ / ٢٧.
(٣) التّوحيد : ٢٤١ / ١. والآية من سورة يونس : ١٠ / ٩.
(٤) سورة الأنعام : ٦ / ١٢٥.
(٥) التّوحيد : ٢٤٢ / ٤.