وعن أبي عبد الله عليهالسلام وقد قال رجل عنده : الله أكبر ، فقال : الله أكبر من أيّ شيء ؟ فقال : من كلّ شيء. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : حدّدته. فقال الرجل : كيف أقول ؟ قال : قل : الله أكبر من أن يُوصَف » (١).
وهنا يمارس الإمام عليهالسلام عملية تصحيح للمقولة ، وما أكثر الناس الذين يقولون : الله أكبر من كل شيء ! فيجعلون لله تعالى حدّاً من حيث لا يشعرون ، من هنا جاء في الحديث الشريف : « الشرك أخفى من دبيب النمل ».
وعن أبي الصلت الهروي ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : يابن رسول الله ، إن قوماً يقولون : لم يزل عالماً بعلم ، وقادراً بقدرة ، وحياً بحياة ، وقديماً بقدم ، وسميعاً بسمع ، وبصيراً ببصر ؟ فقال عليهالسلام : من قال ذلك ودان به ، فقد اتخذ مع الله آلهة اُخرى ، وليس من ولايتنا على شيء. ثم قال عليهالسلام : لم يزل الله عزّوجلّ عليماً ، قادراً ، حياً ، قديماً ، سميعاً ، بصيراً لذاته ، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً » (٢).
يختلف الرأي في صفات الذات بين المتكلمين ، فمنهم من يثبت الصفات البشرية على الذات الإلهية ، كامتلاك الجارحة ، والنزول والانتقال من مكان إلى مكان ، والجلوس على العرش ، وهؤلاء هم المشبهة ، ومنهم من يذهب إلى تعطيل العقول عن المعرفة ، وهم المعطّلة ، وإزاء ذلك دعا
______________
(١) الكافي ١ : ١١٧ / ٨.
(٢) التوحيد : ١٣٩ / ٣ ، عيون أخبار الرضا ١ : ١١٩ / ١٠ ، الاحتجاج : ٤١٠.