وصنّف أصحاب الأئمّة عليهمالسلام في الأحاديث المروية من طرقهم عليهمالسلام والمستمدّة من مدينة العلم النبوي ما يزيد على ستة آلاف وستمائة بين أصل أو كتاب أو نسخة (١) ، وامتاز من بين تلك الكتب أربعمائة كتاب ، عرفت عند الشيعة بالاُصول الأربعمائة (٢) ، وقد استقرّ الأمر على اعتبارها والتعويل عليها والاحتفاظ بها حتى بقي بعضها إلى يومنا هذا.
ومن هنا كان لهم عليهمالسلام الدور الأكبر في الحفاظ على السنة النبوية المشرّفة من أن تمسّها يد النسيان والضياع ، أو تطالها يد التحريف والتغيير.
وهذا من المعالم الأساسية في تصحيح الحديث ، حيث وقف الأئمّة عليهمالسلام على أُصول أصحابهم التي قدّمنا ذكرها مباشرة فقرأوها ونظروا فيها أو قرئت عليهم ، وقالوا فيها كلمتهم ، مثل كتاب عبيد الله الحلبي الذي عُرض على الإمام الصادق عليهالسلام ، وكتاب يونس بن عبدالرحمن والفضل بن شاذان المعروضين على الإمام العسكري عليهالسلام وغيرها ، وفيما يلي نسجل بعض الأمثلة على جهودهم عليهمالسلام في هذا المضمار.
عن أبي الصباح قال : « سمعت كلاماً يروى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن
______________
(١) راجع : وسائل الشيعة ٣٠ : ١٦٥ ، أعيان الشيعة ١ : ١٤٠.
(٢) راجع: دائرة المعارف الإسلامية ٥ : ٣٢، أعيان الشيعة ١ : ١٤٠، الذريعة ٢ : ١٢٥ ـ ١٦٧.