فقيل له : إن الناس قد اجتمعوا لصلاة التطوع ! فقال : بدعة فنعمت البدعة ! فاعترف ـ كما ترى ـ بأنها بدعة ، وقد شهد الرسول صلىاللهعليهوآله أن كلّ بدعة ضلالة.
وقد روي أن أمير المؤمنين عليهالسلام لما اجتمعوا إليه بالكوفة ، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلّي بهم نافلة شهر رمضان ، زجرهم وعرفهم أن ذلك خلاف السنة ، فتركوه واجتمعوا لأنفسهم وقدموا بعضهم ، فبعث إليهم ابنه الحسن عليهالسلام ، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة ، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا : واعمراه ! » (١).
ويمكن ملاحظته في اتجاهين :
وقف أمير المؤمنين عليهالسلام موقفاً حاسماً تجاه القطائع التي جعلها عثمان ملكاً لأوليائه وأعوانه وولاته الاُمويين ، فبنوا القصور ، واتخذوا الدور ، وانصرفوا إلى الترف والدعة واللهو ، فاشتروا الجواري والقيان ، وارتكبوا المحرمات ، وتحوّلت أموال المسلمين إلى طعمة لقلّه قليلة من المتنفّذين الذين أطلق عثمان العنان لهم في الاستئثار بحقوق الناس ، ولقد حذّر أمير المؤمنين عليهالسلام عثمان من هذا الواقع قبل مقتله.
روى الواقدي في كتاب ( الشورى ) عن ابن عباس أنه عليهالسلام قال
______________
(١) شرح ابن أبي الحديد ١٢ : ٢٨٣.