قال عليهالسلام : « لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيّرت أشياء.
يقول محمد عبده : المداحض : المزالق ، يريد بها الفتن التي ثارت عليه ، ويقول إنه لو ثبتت قدماه في الأمر ، وتفرّغ ، لغيّر أشياء من عادات الناس وأفكارهم التي تبعد عن الشرع الصحيح » (١).
ويقول ابن أبي الحديد : « لسنا نشكّ أنه كان يذهب في الأحكام الشرعية والقضايا إلى أشياء يخالف فيها أقوال الصحابة ، نحو قطعه يد السارق من رؤوس الأصابع ، وبيعه أُمهات الأولاد ، وغير ذلك ، وإنما كان يمنعه من تغير أحكام من تقدّمه اشتغاله بحرب البغاة والخوارج ، وإلى ذلك يشير بالمداحض التي كان يؤمل استواء قدميه منها ، ولهذا قال لقضاته : اقضوا كما كنتم تقضون حتى يكون للناس جماعة ، فلفظة ( حتى ) هاهنا مؤذنة بأنه فسح لهم في اتباع عادتهم في القضايا والأحكام التي يعهدونها إلى أن يصير للناس جماعة... » (٢).
وكان من جملة البدع التي تصدّى لها علي عليهالسلام صلاة التراويح التي ظهرت في أيام عمر وبقيت إلى خلافته عليهالسلام ، ولكن حالت المداحض التي ذكرها دون ما يريد.
جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد عن السيد المرتضى : « أن عمر خرج في شهر رمضان ليلاً فرأى المصابيح في المسجد ، فقال : ما هذا ؟
______________
(١) نهج البلاغة / شرح محمد عبده ٣ : ٢١٩ ـ الحكمة ٢٧٢.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٦١.