جدير بالذكر إن ما ورد عن أهل البيت عليهمالسلام في تصحيح أسباب النزول كما مر مثاله في الروايات الآنفة هو مأخوذ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لوجود أحاديث كثيرة في هذا الباب مسندة إلى النبي صلىاللهعليهوآله في خصوص توضيح سبب نزول الآيات المذكورة.
المبحث الثاني ـ الحديث
في رواية الحديث ودرايته
لم يدّخر الأئمّة عليهمالسلام وسعاً في سبيل إصلاح ثاني ركائز التشريع ومنابع الفكر الديني بعد كتاب الله تعالى ، فأكّدوا على ضرورة تدوينه ، وبيّنوا منهجاً واضحاً لتصحيحه وتفاصيل فقهه وعلله وطرق تحمّله وسماعه ، وأوضحوا أنّ فيه ناسخاً ومنسوخاً وخاصاً وعاماً ومحكماً ومتشابهاً ، ويتوجب ردّ المتشابه إلى المحكم منه.
عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « قلت له : ما بال أقوام يروون عن فلان عن فلان عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يتهمون بالكذب ، فيجيء منكم خلافه ؟ قال : إنّ الحديت يُنسخ كما يُنسخ القرآن » (١).
وقال الإمام الرضا عليهالسلام : « إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ، ومحكماً كمحكم القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها ، ولا تتبعوا متشابهها
______________
(١) الكافي ١ : ٦٤ / ٢.