دون محكمها فتضلوا » (١).
ويوجّه أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه إلى ضرورة معرفة أنواع الحديث ، وتحرّي الدقّة عن ظروف صدوره وحال رواته ، فيقسم الرواة بحسب صدقهم إلى أربعة : منافق يتعمد الكذب ، وآخر واهم لم يتعمد الكذب ، وثالث حفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ ، ورابع صادق أتى بالحديث على وجهه.
عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : « قلت لأمير المؤمنين عليهالسلام : إنّي سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذرّ شيئاً من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلىاللهعليهوآله غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلىاللهعليهوآله أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلىاللهعليهوآله متعمدين ، ويفسّرون القرآن بآرائهم ؟
قال : فأقبل عليّ فقال : قد سألت فافهم الجواب ؛ إنّ في أيدي الناس حقاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعاماً وخاصاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً ، وقد كذب على رسول الله صلىاللهعليهوآله على عهده حتى قام خطيباً فقال : أيها الناس ، قد كثرت عليّ الكذّابة ، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار. ثمّ كذّب عليه من بعده.
______________
(١) عيون أخبار الرضا ١ : ٢٢٦ / ٣٩.