الغالي ولا يسبقنا التالي » (١).
هناك الكثير من الأخبار التي تدلّ على أن أهل البيت عليهالسلام كانوا يتابعون بدقة ما يجري على الساحة الفكرية ، ويتحركون على كل الاتجاهات المضادة والأفكار المنحرفة والشبهات التي تنطلق هنا وهناك في مواجهة الفكر الإسلامي الأصيل ، فيتصدّون لها بالحجة البالغة والاسلوب العلمي والجدل الموضوعي.
مثال ذلك ما نقله ابن شهرآشوب عن أبي القاسم الكوفي في كتاب التبديل : أن الكندي ، كان فيلسوف العراق في زمانه ، أخذ في تأليف تناقض القرآن ، وشغل نفسه بذلك ، وتفرّد به في منزله ، فسلّط الإمام العسكري عليهالسلام عليه أحد طلابه بكلامٍ قاله له ، مما جعله يتوب ويحرق أوراقه.
وملخص الفكرة التي أبداها الإمام عليهالسلام للتلميذ ، هي احتمال أن يكون المراد بالآيات القرآنية غير المعاني التي فهمها وذهب إليها ، باعتبار أن اللغة العربية مرنة متحركة ، فقد يفهم بعض الناس الكلام على أنه الحقيقة وهو من المجاز ، وقد يفهم أن المراد هو المعنى اللغوي والمقصود هو المعنى الكنائي.
وطلب الإمام عليهالسلام من تلميذ الكندي أن يتلطّف في مؤانسة استاذه
______________
(١) الكافي ١ : ١٠١ / ٣.