وقال الإمام الرضا عليهالسلام وقد سئل عن الغلاة : « .. من جالسهم أو خالطهم ، أو آكلهم أو شاربهم ، أو واصلهم ، أو زوّجهم أو تزوج منهم ، أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة ، أو صدق حديثهم ، أو أعانهم بشطر كلمة ، خرج من ولاية الله عزّوجلّ وولاية رسول الله صلىاللهعليهوآله وولايتنا أهل البيت » (١).
وإلى جانب الغلو في النبي والأئمة عليهمالسلام فان هناك خطاً مناقضاً لخطّ الغلو ، وهو خطّ النصب والعدوان لأهل البيت عليهمالسلام ، والانتقاص من مكانتهم الحقّة عند الله تعالى ، ودورهم في تبليغ الرسالة والحفاظ عليها ، والبعض من الناصبة قد يصل إلى حدّ التكفير لكلِّ من يتولى أهل البيت عليهمالسلام ويقول بامامتهم ، ويدين بحبّهم ، ويقتدي بهم كقادة رساليين انتجبهم الله تعالى لتبليغ دينه وإتمام رسالته.
وقد بيّن أهل البيت عليهمالسلام أن كلاً من الغلو والنصب هو من نتاج أعدائهم ، وأن الغالي والناصب هالكان ، وأن أفضل المواقف هو الموقف الوسط بين الافراط والتفريط.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « سيهلك فيَّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحقّ ، وخير الناس فيَّ حالاً النمط الأوسط فالزموه » (٢).
وقال الإمام الرضا عليهالسلام : « نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا
______________
(١) عيون أخبار الرضا ٢ : ٢١٩ / ٤.
(٢) نهج البلاغة : ١٨٤ ـ الخطبة ١٢٧.