ورسوله باتباعه ، من قبل التمسك بسنة الشيخين ، ونحو ذلك من مفتريات عقائدية ما أنزل الله بها من سلطان ، وإرشاد الناس إلى معرفة الحق ، وفي طليعته التمسك بسنة أهل البيت عليهمالسلام وسيرتهم العملية المتمثلة بسمو الأخلاق وحسن السمت والعبادة والزهد والتواضع وغيرها من معالي الأخلاق ، أو من خلال وعظهم وإرشادهم وكراماتهم التي حباها الله لهم ، ممّا له بالغ الأثر في إسلام غير المسلمين ، أو هداية واستبصار المنحرفين عن جادة الطريق ، وإنقاذهم من التردد في تيه الضلال إلى ساحل الأمان.
وهنا يسجل الأئمة عليهمالسلام مواقف هي من صميم واجبات الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام ، لأنهم قادة الرسالة والمعنيين بتبليغها ، والمسؤولين عن بناء وصياغة الإنسان الذي يريده الإسلام ، بالدعوة إلى الإصلاح والهداية والإرشاد في أوساط الأمة ، وسجل التاريخ حالات نادرة في هذا الاتجاه ، منها نهضة الإمام الحسين عليهالسلام التي تأثر بها كثير من الناس فصاروا ثواراً حتى سقطوا شهداء في مذبح الحرية ، كزهير بن القين الذي كان عثماني الهوى ، والحر بن يزيد الرياحي الذي كان من قادة الجيش الأموي في الكوفة ، وعلى يد أئمة أهل البيت عليهمالسلام أسلم بعض علماء اليهود ورهبان النصارى لإذعانهم بالتفوق العلمي (١) ، وامتدت آثارهم الروحية إلى قاعدة واسعة من الناس ، فتاب بعضهم وعاد إلى هدي
______________
(١) راجع : قرب الاسناد : ١٣٢ ، الكافي ١ : ٢٢٧ / ١ و ٤٧٨ / ٤ و ٤٨١ / ٥ ، التوحيد : ٢٧٠ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٨٦ و ٤٢٦ ، الخرائج والجرائح ١ : ١١١ / ١٨٦ و ٤٢٢ ، بحار الأنوار ٤٨ : ١٠٥ و ٥٠ : ٢٦٠ / ٢١ و ٢٨١ / ٥٧.