لمباهلة نصارى نجران ، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
الحسين عليهالسلام يمثل الصورة المثلى للإسلام في سيرته وسلوكه وخطه الرسالي الأصيل ، وهو اختصار لشخص الرسول صلىاللهعليهوآله في الخصائص ومكارم الأخلاق والسيرة والسلوك وجميع المواقف ، فقد قال جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله : « حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط » (١). وقال صلىاللهعليهوآله : « الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا » (٢).
لقد واجه الإمام الحسين عليهالسلام وضعاً متردياً عاشته الاُمّة في عهد طغاة بني اُمية ، الذين انحرفوا عن خطّ الإسلام الصحيح ، فأشاعوا مظاهر الفساد والإرهاب ، وعادوا إلى أحقادهم الجاهلية المقيتة ، في مواجهة الخطّ الرسالي السليم الذي يتبنّاه أهل بيت النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله ، وارتدوا في هذه المواجهة جلباب الإسلام ، ليحفظ لهم سلطانهم ويزيّن لهم صورتهم المزيفة.
لقد استهتر الأمويون بقيم وتعاليم الإسلام ، وأسرفوا في تعاطي المنكرات ، ومارسوا أبشع أنواع الظلم والجور مع الصلحاء والأبرياء ، فتعرّضت القيم والمثل الإسلامية العليا إلى التزييف والتحريف بشكل لا
______________
(١) التاريخ الكبير / البخاري ٨ : ٤١٥ / ٣٥٣٦ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٥٨ / ٣٧٧٥ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٥١ / ١٤٤ ، مسند أحمد ٤ : ١٧٢ ، مصابيح السنة ٤ : ١٩٥ / ٤٨٣٣ ، اُسد الغابة ٢ : ١٩.
(٢) مجمع البيان ٢ : ٧٦٣ ، الفصول المختارة : ٣٠٣.