يُستساغ معه السكوت والركون. ومن هنا فإن ثورة الإمام الحسين عليهالسلام تمثّل أعلى مراحل التضحية والفداء التي بذلها أهل البيت عليهمالسلام من أجل الإصلاح وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي استشرى في أوصال الأُمة.
فهذا يزيد ( لعنه الله ) قد صار خليفة للمسلمين بعهدٍ من أبيه الوغد معاوية ، وهو يتجاهر بالكفر والفسوق وأنواع الرذيلة ، وقد وصفه المؤرخون بأنه صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود ومنادمة (١) ، وأنّه كان يُلبِس كلاب الصيد أساور الذهب والجلال المنسوجة منه ، ويهب لكلّ كلبٍ عبداً يخدمه (٢).
وقال فيه عبد الله بن حنظلة وهو يخاطب الغزاة من جيش يزيد : يا قوم ، اتقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد بن معاوية حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء ، إن رجلاً ينكح الأُمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاءً حسناً (٣).
هذا هو يزيد الذي أراد من الإمام الحسين عليهالسلام أن يبايعه ! فكان جواب الإمام عليهالسلام لعامل يزيد على المدينة الوليد بن عتبة أن قال له بكل
______________
(١) مروج الذهب ٣ : ٦٧.
(٢) الفخري في الآداب السلطانية : ٥٥.
(٣) الطبقات الكبرى ٥ : ٦٦.