المشبّهون الله تبارك وتعالى بخلقه ، المفترون على الله ، واعلم ـ رحمك الله ـ أنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزّوجلّ ، فانْفِ عن الله البطلان والتشبيه ، فلا نفي ولا تشبيه ، هو الله الثابت الموجود ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ، ولا تَعْدُ القرآن فتضِلَّ بعد البيان » (١).
فلقد أراد عليهالسلام أن يقول للسائل أن لا يستغرق في الجدل الكلامي عندما يتحدث عن الله سبحانه ، وطلب إليه أن يقرأ كتاب الله اذا أراد معرفة خالقه ، وإلا فهو الضلال المبين.
وعن سهل بن زياد ، قال : « كتب إلى أبي محمد عليهالسلام : قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد ، فمنهم من يقول هو جسم ، ومنهم من يقول هو صورة ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه ، فعلت متطولاً.
فوقّع بخطّه عليهالسلام : سألت عن التوحيد ، وهذا منكم معزول ، الله واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم ، ويصور ما يشاء وليس بصورة ، جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه أن يكون له شبه ، هو لا غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير » (٢).
ولأجل تعميق هذه المبادئ في النفوس ، أمروا شيعتهم بمقاطعة
______________
(١) التّوحيد : ١٠٢ / ١٥ ، الكافي ١ : ١٠٠ / ١.
(٢) الكافي ١ : ١٠٣ / ١٠.