تَجَسَّسُوا ... ) (١).
ومنها : بدعة الطلاق ، روي في جامع الأصول (٢) ، عن طاوس ، قال : إن أبا الصهباء كان كثير السؤال لابن عباس ، قال : أما علمت أن الرجل إذا (٣) طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وأبي بكر وصدرا من إمارة عمر؟. قال ابن عباس : بل (٤) كان الرجل إذا طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر وصدرا من إمارة عمر (٥) ، فلما أن (٦) رأى الناس قد تتابعوا عليها (٧) قال : أجيزوهن عليهم (٨).
وفي رواية مسلم (٩) : إن أبا الصهباء قال لابن عباس : هات من هناتك (١٠) ، ألم يكن طلاق الثلاث على عهد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وأبي بكر واحدة؟. فقال : قد كان ذلك ، فلما كان في عهد عمر تتابع (١١) الناس في الطلاق
__________________
(١) الحجرات : ١٢.
(٢) جامع الأصول ٧ ـ ٥٩٧ ـ ٥٩٨ حديث ٥٧٥٧.
(٣) في المصدر : كان إذا ..
(٤) في المصدر : بلى ، وهو الظاهر.
(٥) من قوله : قال ابن عباس .. إلى قوله : إمارة عمر ، لا توجد في ( س ).
(٦) لا توجد : أن ، في المصدر.
(٧) في جامع الأصول : قد تتايعوا فيها. أقول : التتايع : التهافت في الشر واللجاج ولا يكون إلا في الشر. جاء في الصحاح ٣ ـ ١١٩٢ ، وقال ابن الأثير في النهاية ١ ـ ٢٠٢ : التتايع : الوقوع في الشر من غير فكر ولا روية ، ومثله في القاموس ٣ ـ ١٠ ، ومجمع البحرين ٤ ـ ٣٠٩.
(٨) وجاء في سنن أبي داود ١ ـ ٣٤٤ ، وسنن البيهقي ٧ ـ ٣٣٩ ، وتيسير الوصول ٢ ـ ١٦٢ ، والدر المنثور ١ ـ ٢٧٩ ، ورواه قبله الدارقطني في سننه : ٤٤٤.
(٩) صحيح مسلم ١ ـ ٥٧٤ كتاب الطلاق باب طلاق الثلاث حديث ١٤٧٢.
(١٠) هنات : خصلات شر كما في الصحاح ٦ ـ ٢٥٣٧ ، كأنه أراد خصلات شر كانت عنده ولو لم تكن له ومنه.
(١١) في جامع الأصول : تتايع. أقول : إن هذا والتي مرت روايته ضبطها بعضهم : تتابع ، كما في المتن.