وَمَقامٍ كَرِيمٍ ، (١٠) ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور ، والأمر والنهي ولمن صبر منكم العافية (١) في الجنان والله مخلدون ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) ، فيا عجبا! وما لي لا أعجب من خطإ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتفون (٢) أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون عن عيب (٣) ، المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا (٤) ، وكل امرئ منهم إمام نفسه أخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات ، فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ ، لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عز وجل ، أنس بعضهم ببعض ، وتصديق بعضهم لبعض ، كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي صلى الله عليه وآله ونفورا مما أدى إليهم من أخبار ( فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ، أهل حسرات ، وكهوف شبهات ، وأهل عشوات وضلالة وريبة ، من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتهم عند من لا يعرفه ، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها ، ووا أسفى من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم ، كيف يستذل بعدي بعضها بعضا ، وكيف يقتل بعضها بعضا ، المتشتتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهته ، كل حزب منهم أخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه ، مع أن الله وله الحمد يستجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع (٥) الخريف يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب ، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم (٦) كسيل الجنتين سيل العرم
__________________
(١) في المصدر : العاقبة.
(٢) في حاشية ( ك ) : لا يقتصون. نهج ، وهو الذي جاء في الكافي.
(٣) جاء في حاشية ( ك ) : يعملون في الشبهات ويسيرون في الشهوات. نهج.
(٤) جاء في حاشية ( ك ) : مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم في المهمات إلى آرائهم ، كأن كل امرئ .. إلى آخره. نهج.
(٥) في ( س ) : فرق.
(٦) في المصدر : مستثارهم.