الأهوال الساهية والأمراء الطامحة والقادة الناكثة والفرقة القاسطة والأخرى المارقة أهل الإفك المردي والهوى المطغي والشبهة الخالفة [ الحالقة ] فلا تنكلن عن فضل العاقبة فإِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ) إلى آخرها (١) قال النبي صلىاللهعليهوآله لأجاهدن العمالقة يعني الكفار والمنافقين فأتاه جبرئيل فقال أنت أو علي عليهالسلام
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري (٢) قال : إني كنت لأدناهم من رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع بمنى فقال لأعرفكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وايم الله لو فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه فقال أو علي [ عليا ] أو علي [ عليا ] أو علي [ عليا ] ثلاث مرات فرأينا على أثر ذلك أن جبرئيل عليهالسلام غمزه فأنزل الله تعالى على أثر ذلك : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ. أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ) (٣).
وعن ابن عباس أن عليا عليهالسلام كان يقول في حياة رسول الله : إن الله يقول ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (٤) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت لأني أخوه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني.
وعن أحمد بن همام قال أتيت عبادة بن الصامت في ولاية أبي بكر فقلت يا عبادة أكان الناس على تفضيل أبي بكر قبل أن يستخلف فقال يا أبا ثعلبة إذا سكتنا عنكم فاسكتوا ولا تبحثونا فو الله لعلي بن أبي طالب كان أحق بالخلافة من أبي بكر ـ كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أحق بالنبوة من أبي جهل قال وأزيدكم إنا كنا ذات يوم عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فجاء علي عليهالسلام وأبو بكر وعمر إلى باب رسول الله صلىاللهعليهوآله فدخل أبو بكر ثم دخل عمر ثم دخل علي عليهالسلام على أثرهما فكأنما سفي على وجه رسول الله الرماد ثم قال يا علي أيتقدمانك هذان وقد أمرك الله عليهما؟
فقال أبو بكر نسيت يا رسول الله وقال عمر سهوت يا رسول الله.
فقال رسول الله ما نسيتما ولا سهوتما وكأني بكما قد سلبتماه ملكه وتحاربتما عليه وأعانكما على
__________________
(١) التوبة / ٧٣.
(٢) جابر بن عبد الله من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله شهد بدرا وأدرك الإمام محمد الباقر (عليهالسلام) وبلغه سلام رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وممن انقطع لأهل البيت (عليهمالسلام).
روي عن أبي عبد الله (عليهالسلام) أنه قال : إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت ، وكان يقعد في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو معتم بعمامة سوداء ، وكان ينادي يا باقر العلم ، يا باقر العلم! وكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول لا والله لا أهجر ولكني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي ، اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا » فداك الذي دعاني إلى ما أقول. رجال العلامة ص ٣٤ رجال الكشي ص ٤٢ ـ ٤٥
(٣) الزخرف ـ ٤١.
(٤) آل عمران ـ ١٤٤