ثلاث زاهد وراغب وصابر.
أما الزاهد فلا يفرح بالدنيا إذا أتته ولا يحزن عليها إذا فاتته وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لعلمه بسوء العاقبة وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام.
ثم قال يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟
قال ينظر إلى ولي الله فيتولاه وإلى عدو الله فيتبرأ منه وإن كان حميما قريبا.
قال صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب فلم ير فقال هذا أخي الخضر عليهالسلام تمام الخبر
وعن الأصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس سلوني فإن بين جوانحي علما جما فقام إليه ابن الكواء فقال يا أمير المؤمنين ما الذاريات ( ذَرْواً )؟
قال الرياح.
قال فما الحاملات ( وِقْراً )؟ قال السحاب.
قال فما الجاريات ( يُسْراً )؟ قال السفن.
قال فما المقسمات ( أَمْراً )؟ قال الملائكة.
قال يا أمير المؤمنين وجدت كتاب الله ينقض بعضه بعضا.
قال ثكلتك أمك يا ابن الكواء كتاب الله يصدق بعضه بعضا ولا ينقض بعضه بعضا فسل عما بدا لك.
قال يا أمير المؤمنين سمعته يقول ـ رب ( الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) وقال في آية أخرى ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) وقال في آية أخرى ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ).
قال ثكلتك أمك يا ابن الكواء هذا المشرق وهذا المغرب وأما قوله ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) فإن مشرق الشتاء على حدة ومشرق الصيف على حدة أما تعرف بذلك من قرب الشمس وبعدها؟ وأما قوله رب ( الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) فإن لها ثلاثمائة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم.
قال يا أمير المؤمنين كم بين موضع قدمك إلى عرش ربك؟
قال ثكلتك أمك يا ابن الكواء سل متعلما ولا تسأل متعنتا من موضع قدمي إلى عرش ربي أن يقول قائل مخلصا لا إله إلا الله.