عليك المرنات الهوالع.
وأما زعارة قيس فما أنت وقيسا إنما أنت عبد آبق فثقف فسمي ثقيفا فاحتل لنفسك من غيرها فلست من رجالها أنت بمعالجة الشرك وموالج الزرائب أعرف منك بالحروب.
فأما الحلم فأي الحلم عند العبيد القيون ثم تمنيت لقاء أمير المؤمنين عليهالسلام فذاك من قد عرفت أسد باسل وسم قاتل لا تقاومه الأبالسة عند الطعن والمخالسة فكيف ترومه الضبعان وتناله الجعلان بمشيتها القهقرى.
وأما وصلتك فمنكورة وقربتك فمجهولة وما رحمك منه إلا كبنات الماء من خشفان الظباء بل أنت أبعد منه نسبا.
فوثب المغيرة والحسن يقول لمعاوية أعذرنا من بني أمية إن تجاوزنا بعد مناطقة القيون ومفاخرة العبيد.
فقال معاوية ارجع يا مغيرة هؤلاء بنو عبد مناف لا تقاومهم الصناديد ولا تفاخرهم المذاويد.
ثم أقسم على الحسن عليهالسلام بالسكوت فسكت.
وروي أن عمرو بن العاص قال لمعاوية ابعث إلى الحسن بن علي فمره أن يصعد المنبر ويخطب الناس فلعله أن يحصر فيكون ذلك مما نعيره به في كل محفل فبعث إليه معاوية فأصعده المنبر وقد جمع له الناس ورؤساء أهل الشام فحمد الله الحسن صلوات الله عليه وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس من عرفني فأنا الذي يعرف ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عم نبي الله أول المسلمين إسلاما وأمي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وجدي محمد بن عبد الله نبي الرحمة أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن السراج المنير أنا ابن من بعث ( رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) أنا ابن من بعث إلى الجن والإنس أجمعين فقطع عليه معاوية فقال يا أبا محمد خلنا من هذا وحدثنا في نعت الرطب أراد بذلك تخجيله.
فقال الحسن عليهالسلام نعم التمر الريح تنفخه والحر ينضجه والليل يبرده ويطيبه.
ثم أقبل الحسن عليهالسلام فرجع في كلامه الأول فقال أنا ابن مستجاب الدعوة أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من ينفض عن رأسه التراب أنا ابن من يقرع باب الجنة فيفتح له فيدخلها ـ أنا ابن من قاتل معه الملائكة وأحل له المغنم ونصر بالرعب من مسيرة شهر فأكثر في هذا النوع من الكلام ولم يزل به حتى أظلمت الدنيا على معاوية وعرف الحسن من لم يكن عرفه من أهل الشام وغيرهم ثم نزل فقال له معاوية أما إنك يا حسن قد كنت ترجو أن تكون خليفة ولست هناك فقال الحسن عليهالسلام أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله وعمل بطاعة الله عز وجل وليس الخليفة من سار بالجور