أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ـ ولما طمعتم فيها يا معاوية ولقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ما ولت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل.
وقد ترك بنو إسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون أن هارون خليفة موسى وقد تركت الأمة عليا عليهالسلام وقد سمعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي وقد هرب رسول الله صلىاللهعليهوآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله حتى فر إلى الغار ولو وجد عليهم أعوانا ما هرب منهم ولو وجدت أنا أعوانا ما بايعتك يا معاوية.
وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ولم يجد عليهم أعوانا وقد جعل الله النبي في سعة حين فر من قومه لما لم يجد أعوانا عليهم كذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الأمة وبايعت غيرنا ولم نجد أعوانا وإنما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضا.
أيها الناس إنكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب لم تجدوا رجلا من ولد النبي غيري وغير أخي.
وعن حنان بن سدير (١) عن أبيه سدير (٢) عن أبيه (٣) عن أبي سعيد عقيصا (٤) قال : لما صالح الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته ـ فقال عليهالسلام.
ويحكم ما تدرون ما عملت والله للذي عملت لشيعتي خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون أني إمامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص.
__________________
(١) ذكره النجاشي في رجاله ص ١١٢ فقال : « حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي الكوفي ـ روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام له كتاب في صفة الجنة والنار » وعده الشيخ في أصحاب الكاظم عليهالسلام في رجاله ص ٣٤٦ وقال : « حنان بن سدير الصيرفي واقفي » وفي الفهرست قال : « له كتاب. وهو ثقة رحمهالله ، وفي رجال الكشي ص ٤٦٥ : « حنان بن سدير واقفي ، أدرك أبا عبد الله ولم يدرك أبا جعفر ، وكان يرتضي به سديدا ».
(٢) ذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة ص ٨٥ والشيخ في رجاله ص ٩١ وعده من أصحاب علي بن الحسين عليهماالسلام وص ١٢٥ من أصحاب الباقر « عليهالسلام » وص ٢٠٩ من أصحاب الصادق عليهالسلام وقال : « سدير بن حكيم كوفي يكنى أبا الفضل والد حنان » وذكر الكشي ص ١٨٣ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكر عنده سدير فقال : « سدير عصيدة بكل لون ».
(٣) عده الشيخ في رجاله ص ٨٨ من أصحاب علي بن الحسين عليهماالسلام.
(٤) ذكره العلامة في القسم الأول من خلاصته ص ١٩٣ في أولياء علي « عليهالسلام » فقال : « وأبو سعيد عقيصان ـ بفتح العين المهملة ، والقاف قبل الياء المنقطة تحتها نقطتين ، والصاد المهملة والنون بعد الألف ـ من بني تيم الله بن ثعلبة. وذكره الشيخ في رجاله ص ٤٠ فعده من أصحاب علي « عليهالسلام » وقال : « دينار يكنى أبا سعيد ، ولقبه عقيصا ، وإنما لقب بذلك لشعر قاله ، وذكره أيضا ص ٩٦ أصحاب الحسين « عليهالسلام ».