فقال عليهالسلام وما صنعت بهم ـ؟
قال قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم.
فضحك الحسين عليهالسلام ثم قال خصمك القوم يا معاوية لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم ـ ولا صلينا عليهم ولا قبرناهم ولقد بلغني وقيعتك في علي وقيامك ببغضنا واعتراضك بني هاشم بالعيوب فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك ثم سلها الحق عليها ولها فإن لم تجدها أعظم عيبا فما أصغر عيبك فيك وقد ظلمناك يا معاوية فلا توترن غير قوسك ولا ترمين غير غرضك ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب فإنك والله لقد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه ولا حدث نفاقه ولا نظر لك فانظر لنفسك أو دع يعني عمرو بن العاص.
وقال عليهالسلام في جواب كتاب كتب إليه معاوية على طريق الاحتجاج :
أما بعد فقد بلغني كتابك أنه بلغك عني أمور إن بي عنها غنى وزعمت أني راغب فيها وأنا بغيرها عنك جدير أما ما رقي إليك عني فإنه رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنمائم المفرقون بين الجمع كذب الساعون الواشون ما أردت حربك ولا خلافا عليك وايم الله إني لأخاف الله عز ذكره في ترك ذلك وما أظن الله تبارك وتعالى براض عني بتركه ولا عاذري بدون الاعتذار إليه فيك وفي أولئك القاسطين الملبين حزب الظالمين بل أولياء الشيطان الرجيم.
ألست قاتل حجر بن عدي أخي كندة وأصحابه الصالحين المطيعين العابدين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون المنكر والبدع ـ ويؤثرون حكم الكتاب ولا يخافون في الله لومة لائم فقتلتهم ظلما وعدوانا بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في صدرك عليهم.
أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فصفرت لونه ونحلت جسمه بعد أن آمنته وأعطيته من عهود الله عز وجل وميثاقه ما لو أعطيته العصم ففهمته لنزلت إليك من شعف الجبال (١) ثم قتلته جرأة على الله عز وجل واستخفافا بذلك العهد؟
أولست المدعي زياد بن سمية ـ المولود على فراش عبيد عبد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك وقد قال رسول الله الولد للفراش وللعاهر الحجر فتركت سنة رسول الله واتبعت هواك بغير هدى من الله ثم سلطته على أهل العراق فقطع أيدي المسلمين وأرجلهم وسمل أعينهم وصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك أولست صاحب الحضرميين الذين كتب إليك فيهم ابن سمية أنهم على دين علي ورأيه فكتبت إليه اقتل كل من كان على دين علي عليهالسلام ورأيه فقتلهم ومثل بهم بأمرك ودين علي والله وابن علي الذي كان يضرب عليه أباك وهو أجلسك بمجلسك الذي أنت فيه ولو لا ذلك لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم.
وقلت فيما تقول انظر نفسك ولدينك ولأمة محمد صلىاللهعليهوآله واتق شق عصا هذه الأمة وأن تردهم في
__________________
(١) أي رءوس الجبال.