قال فأخبرني عن شيء يزيد وينقص وعن شيء يزيد ولا ينقص وعن شيء ينقص ولا يزيد؟
فقال الباقر عليهالسلام أما الشيء الذي يزيد وينقص فهو القمر والشيء الذي يزيد ولا ينقص فهو البحر والشيء الذي ينقص ولا يزيد هو العمر
وقد تكرر إيراد أول هذا الخبر لما في آخره من الفوائد
وبالإسناد المقدم ذكره عن أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام أنه قال : كان علي بن الحسين زين العابدين جالسا في مجلسه فقال يوما في مجلسه إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما أمر بالمسير إلى تبوك أمر بأن يخلف عليا بالمدينة فقال علي عليهالسلام يا رسول الله ما كنت أحب أن أتخلف عنك في شيء من أمورك وأن أغيب عن مشاهدتك والنظر إلى هديك وسمتك.
فقال رسول الله يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ـ إلا أنه لا نبي بعدي تقيم يا علي وإن لك في مقامك من الأجر مثل الذي يكون لك لو خرجت مع رسول الله ولك أجور كل من خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله موقنا طائعا وإن لك على الله يا علي لمحبتك أن تشاهد من محمد سمته في سائر أحواله بأن يأمر جبرئيل في جميع مسيرنا هذا أن يرفع الأرض التي يسير عليها والأرض التي تكون أنت عليها ويقوي بصرك حتى تشاهد محمدا وأصحابه في سائر أحوالك وأحوالهم فلا يفوتك الأنس من رؤيته ورؤية أصحابه ويغنيك ذلك عن المكاتبة والمراسلة.
فقام رجل من مجلس زين العابدين لما ذكر هذا وقال له يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله كيف يكون وهذا للأنبياء لا لغيرهم؟
فقال زين العابدين عليهالسلام هذا هو معجزة لمحمد رسول الله لا لغيره لأن الله إنما رفعه بدعاء محمد وزاد في نور بصره أيضا بدعاء محمد حتى شاهد ما شاهد وأدرك ما أدرك ثم قال له الباقر عليهالسلام يا عبد الله ما أكثر ظلم كثير من هذه الأمة لعلي بن أبي طالب عليهالسلام وأقل أنصارهم أم يمنعون عليا ما يعطونه سائر الصحابة وعلي أفضلهم؟ فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره؟ ـ قيل وكيف ذاك؟ يا ابن رسول الله ـ؟
قال لأنكم تتولون محبي أبي بكر بن أبي قحافة وتتبرءون من أعدائه كائنا من كان وكذلك تتولون عمر بن الخطاب وتتبرءون من أعدائه كائنا من كان وتتولون عثمان بن عفان ـ وتتبرءون من أعدائه كائنا من كان حتى إذا صار إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام قالوا نتولى محبيه ولا نتبرأ من أعدائه بل نحبهم فكيف يجوز هذا لهم ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في علي اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله؟ أفترونه لا يعادي من عاداه ولا يخذل من خذله ليس هذا بإنصاف.
ثم أخرى إنهم إذا ذكر لهم ما أخص الله به عليا بدعاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وكرامته على ربه تعالى جحدوه وهم يقبلون ما يذكر لهم في غيره من الصحابة فما الذي منع عليا ما جعله لسائر أصحاب