قال فكيف تقضي بغير قضاء علي عليهالسلام وقد بلغك هذا؟
قال فاصفر وجه ابن أبي ليلى ثم قال التمس مثلا لنفسك فو الله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا.
وعن الحسين بن زيد (١) عن جعفر الصادق عليهالسلام أن رسول الله قال لفاطمة يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
قال فقال المحدثون بها قال فأتاه ابن جريح [ جريج ] فقال يا أبا عبد الله حدثنا اليوم حديثا استهزأه الناس.
قال وما هو؟
قال حديث أن رسول الله قال لفاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
قال فقال عليهالسلام إن الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن ويرضى لرضاه؟ فقال نعم.
قال عليهالسلام فما تنكر أن تكون ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله مؤمنة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟ قال صدقت ( اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ).
وعن حفص بن غياث (٢) قال : شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء (٣) يسأل أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله تعالى : ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) ما ذنب الغير؟
قال ويحك هي هي وهي غيرها!
قال فمثل لي ذلك شيئا من أمر الدنيا قال نعم أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها.
وروي أنه سئل الصادق عليهالسلام عن قول الله عز وجل في قصة إبراهيم عليهالسلام ( قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) قال ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم عليهالسلام قيل وكيف ذلك؟
فقال إنما قال إبراهيم ( فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) فإن نطقوا فكبيرهم فعل وإن لم ينطقوا فكبيرهم لم يفعل شيئا فما نطقوا وما كذب إبراهيم (ع).
__________________
(١) ذكره العلامة في القسم الأول من خلاصته ص ٥١ فقال : الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليهمالسلام. أبو عبد الله ، يلقب ذا الدمعة كان أبو عبد الله تبناه ورباه ، وزوجه بنت الأرقط ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام ، وكتابه مختلف الرواية.
(٢) حفص بن غياث : عده الشيخ في رجاله ص ١١٨ من أصحاب الباقر « عليهالسلام » وذكره في أصحاب الصادق عليهالسلام أيضا ص ١٧٥ فقال : حفص بن غياث بن طلق بن معاوية. أبو عمر النخعي القاضي الكوفي أسند عنه ، وذكره في باب من لم يرو عن الأئمة عليهمالسلام ص ٤٧١ والعلامة في القسم الثاني من خلاصته ص ٢١٨ وقال : ولي القضاء لهارون وروى عن الصادق « عليهالسلام » وكان عاميا وله كتاب معتمد.
(٣) عبد الكريم بن أبي العوجاء هذا من تلامذة الحسن البصري وقد انحرف عن التوحيد وحبسه محمد بن سليمان عامل الكوفة من جهة المنصور وهو خال معن بن زائدة فكثر شفعاؤه بمدينة السلام وألحوا على المنصور حتى كتب إلى محمد بالكف عنه وقبل أن يجيء الكتاب إلى محمد بن سليمان بعث عليه وأمر بضرب عنقه فلما أيقن أنه مقتول قال أما والله لئن قتلتموني لقد وضعت أربعة آلاف حديث احرم فيها الحلال واحل بها الحرام ولقد فطرتكم في يوم صومكم وصومتكم في يوم فطركم ثم ضربت عنقه.