عياض فشهدوا أنه قول علي عليهالسلام في هذه المسألة فقال لهم فيما بلغني بعض العلماء من أهل الحجاز لم لا تفتون وقد قضى نوح بن دراج؟
فقالوا جسر وجبنا وقد أمضى أمير المؤمنين قضيته بقول قدماء العامة عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال أقضاكم علي وكذلك عمر بن الخطاب قال علي أقضانا وهو اسم جامع لأن جميع ما مدح به النبي صلىاللهعليهوآله أصحابه من القرابة والفرائض والعلم داخل في القضاء.
قال زدني يا موسى قلت المجالس بالأمانات وخاصة مجلسك فقال لا بأس به.
فقلت إن النبي لم يورث من لم يهاجر ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر فقال ما حجتك فيه؟
قلت قول الله تبارك وتعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا ) (١) وإن عمي العباس لم يهاجر.
فقال لي إني أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا أو أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشيء؟ فقلت اللهم لا وما سألني عنها إلا أمير المؤمنين.
ثم قال لي جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقولوا لكم يا بني رسول الله وأنتم بنو علي وإنما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أمكم؟
فقلت يا أمير المؤمنين لو أن النبي نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ قال سبحان الله ولم لا أجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك.
فقلت له لكنه لا يخطب إلي ولا أزوجه فقال ولم؟ فقلت لأنه ولدني ولم يلدك.
فقال أحسنت يا موسى ثم قال كيف قلتم إنا ذرية النبي والنبي لم يعقب وإنما العقب الذكر لا الأنثى وأنتم ولد الابنة ولا يكون ولدها عقبا له؟ فقلت أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا أعفيتني عن هذه المسألة.
فقال لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله وأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو إلا تأويله عندكم واحتججتم بقوله عز وجل ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) (٢) واستغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم.
فقلت تأذن لي في الجواب؟ قال هات.
فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ
__________________
(١) الأنفال ـ ٧٢.
(٢) الأنعام ـ ٣٨.