إسحاق الطالقاني (١) قال : كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه (٢) مع جماعة منهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له أريد أن أسألك عن شيء فقال له سل عما بدا لك.
فقال الرجل أخبرني عن الحسين بن علي عليهالسلام أهو ولي الله؟ قال نعم
قال أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو لله؟ قال نعم
قال الرجل فهل يجوز أن يسلط الله عز وجل عدوه على وليه ـ؟
فقال أبو القاسم قدس الله روحه افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ـ ولا يشافههم بالكلام ولكنه جلت عظمته يبعث إليهم من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ولو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم فلما جاءوهم وكانوا من جنسهم يأكلون ( الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ) قالوا لهم أنتم بشر مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتونا بشيء نعجز من أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها.
__________________
وهو حدث السن كان جليلا حافظا للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه ، نحو؟؟؟ من ثلاثمائة مصنف ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير ، مات « ره » بالري سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة انتهى. وقال الأستاذ الأكبر في التعليقة : نقل المشايخ معنعنا عن شيخنا البهائي وقد سئل عنه فعدله ووثقه وأثنى عليه ، وقال : سئلت قديما عن زكريا بن آدم والصدوق محمد بن علي بن بابويه أيهما أفضل وأجل مرتبة فقلت : زكريا بن آدم لتوافر الأخبار بمدحه ، فرأيت شيخنا الصدوق قدسسره عاتبا علي وقال : من أين ظهر لك فضل زكريا بن آدم علي؟ وأعرض عنى كذا في حاشية المحقق البحراني على بلغته. وقبره رحمهالله في بلدة الري قرب عبد العظيم الحسني مزار معروف في بقعة عالية في روضة مونقة وله خبر مستفيض مشهور ذكره « ضا » وعده من كراماته وأطراف قبره قبور كثير من أهل الفضل والايمان .. ».
(١) في ج ٢ من جامع الرواة ص ٤٣ محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ « رحمهالله » عنه أبو جعفر بن بابويه مترضيا وهو عن الحسين بن روح قدس الله روحه ما ينبئ عن حسن حاله واعتقاده ( كتاب ميرزا محمد )
(٢) الحسين بن روح : أحد النواب الأربعة في الجزء الأول من سفينة البحار ص ٢٧١ : « أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى قال أخبرني أبو علي محمد بن همام رضياللهعنه وأرضاه أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه ، جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا : إن حدت الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد امرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في اموركم عليه ، وفي رواية اخرى ما حاصلها أنه لما اشتدت حال أبي جعفر رحمهالله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة فدخلوا عليه فقالوا له : إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم : هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر ، والوكيل والثقة الأمين ، فارجعوا إليه في اموركم وعولوا عليه في مهماتكم ، فبذلك امرت وقد بلغت ، وعن أم كلثوم بنت ابي جعفر ـ رض ـ قالت : كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح « ره » وكيلا لابي جعفر ـ اي : محمد بن عثمان ـ سنين كثيرة ينظر له في املاكه ويلقى بأسراره الرؤساء من الشيعة ، وكان خصيصا به ، حتى انه كان يحدثه ما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وانسه ، وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم ولوضعه وجلالة محله عندهم ، فحصل في انفس الشيعة محلا جليلا لمعرفتهم باختصاص ابى إياه وتوثيقه عندهم ، ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الامر فتمهدت له الحال في حياة ابى الى ان انتهت الوصية إليه بالنص عليه فلم يختلف في امره ولم يشك فيه أحد الا جاهل بأمر ابي ... وكان أبو سهل النوبختى يقول في حقه : انه لو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل .. مات رحمهالله في شعبان سنة ٣٢٦ وقبره في بغداد .. »