فعنهم تلقوه ومنهم أخذوه فلو لم يكونوا عليهمالسلام بذلك راضين وعليه مقرين لأبوا عليهم نسبة تلك المذاهب إليهم وهم منها بريئون خليون ولنفوا ما بينهم من مواصلة ومجالسة وملازمة وموالاة ومصافاة ومدح وإطراء وثناء ولأبدلوه باللوم والذم والبراءة والعداوة فلو لم يكن أنهم عليهمالسلام لهذه المذاهب معتقدون وبها راضون لبان لنا واتضح ولو لم يكن إلا هذه الدلالة لكفت وأغنت وكيف يطيب قلب عاقل أو يسوغ في الدين لأحد أن يعظم في الدين ما هو على خلاف ما يعتقد أنه الحق وما سواه باطل ثم ينتهي في التعظيمات والكرامات إلى أبعد الغايات وأقصى النهايات وهل جرت بمثل ذلك عادة أو مضت عليه سنة أولا يرون أن الإمامية لا تلتفت إلى من خالفها من العترة وحاد عن جادتها في الديانة ومحجتها في الولاية ولا تسمح له بشيء من المدح والتعظيم فضلا عن غايته وأقصى نهايته بل تبرأ منه وتعاديه وتجريه في جميع الأحكام مجرى من لا نسب له ولا حسب ولا قرابة ولا علقة وهذا يوقظ على أن الله تعالى خرق في هذه العصابة العادات وقلب الجبلات ليبين من عظيم منزلتهم وشريف مرتبتهم وهذه فضيلة تزيد على الفضائل توفي على جميع الخصائص والمناقب وكفى به برهانا لائحا وحجابا راجحا.
قطعنا هذا الكتاب على كلام السيد علم الهدى قدس الله روحه ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين و ( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).