الله وبكل حق هو لنا لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين.
معاشر الناس أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت ( انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) ألا وإن عليا هو الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولدي من صلبه.
معاشر الناس لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم ويصيبكم ( بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) إنه لبالمرصاد
معاشر الناس إنه سيكون من بعدي أئمة ( يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ).
معاشر الناس إن الله وأنا بريئان منهم.
معاشر الناس إنهم وأنصارهم وأتباعهم وأشياعهم ( فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) ولبئس ( مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته ـ قال فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة.
معاشر الناس إني أدعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة وسيجعلونها ملكا واغتصابا ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين وعندها ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) فيُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ.
معاشر الناس إن الله عز وجل لم يكن يذركم ( عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ).
معاشر الناس إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها وكذلك يهلك القرى ( وَهِيَ ظالِمَةٌ ) كما ذكر الله تعالى وهذا علي إمامكم ووليكم وهو مواعيد الله والله يصدق ما وعده.
معاشر الناس قد ضل قبلكم ( أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ) والله لقد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين قال الله تعالى ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ. ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ. كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) (١).
معاشر الناس إن الله قد أمرني ونهاني وقد أمرت عليا ونهيته فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل فاسمعوا لأمره تسلموا وأطيعوا تهتدوا وانتهوا لنهيه ترشدوا وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله.
معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون إلى الحق ( وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ثم قرأ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) إلى آخرها وقال في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء ( اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ألا إن ( حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) ألا إن أعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق والحادون وهم العادون وإخوان الشياطين الذين ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى
__________________
(١) المرسلات : ١٦ ـ ١٩.