بالفساد شيئا منها وخرج الى الحاج ، فلما عاد حكى أنه كان واقفا بالموقف ، فرأى الى جنبه شابا حسن الوجه أسمر اللّون (٣) ، مقبلا على شانه في الابتهال والدعاء والتضرّع وحسن العمل ، فلمّا قرب نفر الناس التفت اليّ وقال : « يا شيخ أما تستحي ؟ » فقلت : من أي شيء يا سيدي فقال : « يدفع اليك حجة عمّن تعلم ، فتدفع الى فاسق يشرب الخمر ، فيوشك أن تذهب عينك » وأومأ الى عيني ، وأنا من ذلك اليوم الى الآن على وجل ومخافة ، وسمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلك ، قال : فما مضى عليه أربعون يوما بعد مورده ، حتى خرج في عينه التي أومأ اليها قرحة فذهبت (٤) .
[ ٩٠٩٩ ] ٥ ـ الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : عن أبي محمد علي بن محمد العلوي الموسوي ، عن عبد الله بن جبلة ، عن سلمة بن جناح ، عن حازم بن حبيب ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام : إنّ أبوي هلكا ، وقد أنعم الله عليّ ورزق ، افاتصدق عنهما وأحج ؟ فقال : « نعم » الخبر .
[ ٩١٠٠ ] ٦ ـ الشيخ الكشي في رجاله : قال : وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني في كتابه : سمعت فضل بن هاشم الهروي يقول : ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي ، فسألته عن مبلغ حجّاته فلم يخبرني بمبلغها ، وقال : رزقت خيرا كثيرا والحمد لله ، فقلت له : فتحج عن نفسك أو
__________________________
(٣) وفيه زيادة : بذؤ ابتين .
(٤) جاء في هامش المخطوط ما نصّه : « هذا الخبر نقله في الأصل في بعض الأبواب الآتية ـ الوسائل ج ٨ ص ١٤٧ ح ١٤٦٤٢ ـ مختصرا ولبعض الفوائد اعدنا ذكره » منه ( قدّه ) .
٥ ـ كتاب الغيبة ص ٣٦ .
٦ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٧٩٨ ح ٩٨٧ .