عليّ بالرحيل ، لعلمه باختلاف الكلمة ، وتفاوت الرأي ، وعدم النظام لأمورهم ، وما لحقه من الخلاف منهم ، وكثر التحكيم في جيش أهل العراق ، وتضارب القوم بالمقارع ونعال السيوف ، وتسابّوا ، ولام كلّ فريق منهم الآخر في رأيه » (١).
٨ ـ قال أبو مخنف : « حدّثني إسماعيل بن يزيد عن حُميد بن مسلم عن جندب بن عبد الله ، إنّ عليّاً قال للناس يوم صفين : لقد فعلتم فعلةً ضعضعت قوةً ، وأسقطت مُنّة ، وأوهنت وأورثت وَهناً وذلة ، ولما كنتم الأعلين ، وخاف عدوكم الاجتياح ، واستحرّ بهم القتل ووجدوا ألم الجراح ، رفعوا المصاحف ، ودعوكم إلى ما فيها ليفثئوكم عنهم ، ويقطعوا الحرب فيما بينكم وبينهم ، ويتربصوا بكم ريب المنون خديعة ومكيدة ، فأعطيتموهم ما قد سألوا ، وأبيتم إلاّ أن تُدهِنوا وتجوزّوا ، وأيم الله ما أظنكم بعدها توافقون رَشَدا ، ولا تصيبون باب حزم » (٢).
٩ ـ عن أبي الودّاك قال : « لمّا تداعى الناس إلى الصلح بعد رفع المصاحف قال عليّ : إنّما فعلتُ ما فعلت لمّا بدا فيكم الخورَ والفَشَل ـ والضعف ـ » (٣).
١٠ ـ أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (٤) وعنه في كنز العمال (٥) وأنساب الأشراف (٦) عن عبد الله بن الحسن قال : « قال عليّ للحكمينَ : على أن تحكما بما في كتاب الله ، وكتاب الله كله لي ، فإن لم تحكما بما في كتاب الله فلا حكومة لكما ».
____________
(١) مروج الذهب ٢ / ٤٠٥.
(٢) أنظر تاريخ الطبري ٥ / ٥٦ دار المعارف.
(٣) أنظر وقعة صفين / ٥٩٦.
(٤) المصنف ١٥ / ٢٩٤ ط باكستان (إدارة القرآن).
(٥) كنز العمال ١١ / ٣٠٨ ط حيدر آباد الثانية.
(٦) أنساب الأشراف ٢ / ٣٣٨ تح ـ المحمودي.