١٢ ـ قال ابن البطريق في كتابه العمدة : « فلمّا حضروا لكتابة المقاضاة وكان عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فلمّا كتب : هذا ما قاضى عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان.
قال له عمرو بن العاص : امح أمير المؤمنين فإنّا لا نعرفه ، فلو عرفنا انّه أمير المؤمنين لما نازعناه.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عباس امحه. فقال ابن عباس : لا أمحوه ، فمحاه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن قال لعمرو بن العاص : يا بن النابغة ألا تعرف أنّي أمير المؤمنين. فقال ابن العاص : والله لا جمعني وإياك مجلس أبداً. فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : أرجو أن يطهّر الله تعالى مجلسي منك ومن أمثالك ... » (١).
وقد ذكر اليعقوبي في تاريخه : « وكتبوا كتابين بالقضية كتاباً من عليّ (عليه السلام) بخط كاتبه عبيد الله بن أبي رافع وكتاباً من معاوية بخط كاتبه عمر بن عبّاد الكناني ، واختصموا في تقديم عليّ أو تسمية عليّ بأمرة المؤمنين ، فقال أبو الأعور السلمي لا نقدّم عليّاً. وقال أصحاب عليّ : لا نغيّر اسمه ولا نكتب إلاّ بأمرة المؤمنين ، فتنازعوا على ذلك منازعة شديدة حتى تضاربوا بالأيدي. فقال الأشعث : أمحوا هذا الاسم. فقال له الأشتر : والله يا أعور لهممت أن أملأ سيفي منك ، فلقد قتلت قوماً ما هم بأشرّ منك ، وإني أعلم انك ما تحاول إلاّ الفتنة ، وما تدور إلاّ على الدنيا وإيثارها على الآخرة. فلمّا اختلفوا قال عليّ (عليه السلام) : الله أكبر قد كتب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم الحديبية ... » (٢).
____________
(١) العمدة / ١٧٢ ط حجرية ، وقارن الدرجات الرفيعة / ١١٧ ط الحيدرية سنة ١٣٨٢ هـ ، ووقعة صفين / ٥٠٨ ط الثانية بمصر ١٣٨٢ هـ.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٥ ط الغري قضية الكتاب.