ودع عنك حديث محمّد بن أبي بكر وإعراضهم عنه لأنّه كان ربيب الإمام ، فهلم إلى عبد الله بن عمر ، فهذا ممّن لم يبايع الإمام ، وقد شايع الأمويين وبايعهم ، لماذا لم يمنحوه فخرية لقب الخوؤلة وهو ابن عمر بن الخطاب الخليفة واخته حفصة إحدى أمهات المؤمنين؟!
وأخيراً نودع أولئك النابتة الذين أغراهم الشيطان فأغواهم ، وغلبهم الهوى فأرداهم ، بآيات من الذكر الحكيم قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ) (١) ، وقال تعالى في سورة المجادلة : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ) (٢) ، وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ) (٣) ، وقال تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) (٤).
وأمّا جواب السؤال الخامس (هل أنّ ابن عباس في البصرة كان يفعل كما فعل أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة فيقنت بلعن معاوية وأشياعه)؟
____________
(١) التوبة / ٦٣.
(٢) المجادلة / ٥.
(٣) المجادلة / ٢٠.
(٤) المجادلة / ٢٢.