وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١) فأنصفهم من نفسه فكذا أنصفت من نفسي ولم أعلم بما أراد عمرو بن العاص من خديعة أبي موسى.
قالوا : فإنّا نقمنا عليك أنّك حكّمت حَكَماً في حق هو لك.
فقال : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حكّم سعد بن معإذ في بني قريظة ، ولو شاء لم يفعل ، فحكم فيهم سعد بما علمتم ، وانما أقمت حكماً كما أقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فهل عندكم شيء غير هذا تحتجون به عليّ؟ فسكت القوم ، ثمّ صاح جماعة منهم من كلّ ناحية : التوبة التوبة يا أمير المؤمنين ، واستأمن منهم ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف ، فأقبل على هؤلاء الذين استأمنوا إليه وقال : اعتزلوا في وقتكم هذا عني وذروني والقوم ، فاعتزل أولئك عنه ... اهـ » (٢).
وذكر الطبري في تاريخه من حديث أبي مخنف قال : « ورفع عليّ راية أمان مع أبي أيوب الأنصاري فناداهم أبو أيوب : من جاء هذه الراية منكم ممّن لم يقتل ولم يستعرض فهو آمن ، ومن انصرف منكم إلى الكوفة أو إلى المدائن وخرج من هذه الجماعة فهو آمن ، إنّه لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة اخواننا منكم في سفك دمائكم.
فقال فروة بن نوفل الأشجعي : والله ما أدري على أيّ شيء نقاتل عليّاً ، لا أرى إلاّ أن أنصرف حتى تنفذ لي بصيرتي في قتاله أو اتّباعه ، وانصرف في خمسمائة فارس حتى نزل البندنجين والدسكرة.
____________
(١) آل عمران / ٦١.
(٢) مطالب السؤول / ٤٥ ط حجرية سنة ١٢٨٧ هـ.