منّ على المشركين فلا تعجبوا أن مننت على المسلمين ، فلم أسب نساءهم ولا ذريتهم.
وقالوا : نقمنا عليك يوم صفين وقت الكتاب انّك قلت لكاتبك اكتب هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، فأبى معاوية أن يقبل منك أنّك أمير المؤمنين ، وقلت للكاتب هذا ما تقاضى عليه عليّ ابن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، فإن لم تكن أمير المؤمنين ، فنحن المؤمنون فلست أميرنا.
فقال : يا هؤلاء أنا كنت كاتب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم الحديبية ، فقال لي النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اكتب هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله وسهيل بن عمرو ، فقال سهيل : لو علمنا أنّك رسول الله لما صددناك ولا قاتلناك. فأمرني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فمحوت اسمه من الكتاب وكتب هذا ما اصطلح عليه محمّد بن عبد الله. وانّما محوت اسمي من إمرة المؤمنين كما محا رسول الله اسمه من الرسالة ، وكانت لي به أسوة.
قالوا : فإنّا نقمنا عليك أنّك قلت للحكَمين : انظرا في كتاب الله فإن كنت أفضل من معاوية فأثبتاني في الخلافة ، وإن كان معاوية أفضل مني فاثبتاه في الخلافة ، فإن كنت شاكاً في نفسك أنّ معاوية أفضل منك فنحن فيك أعظم شكاً.
فقال لهم عليّ : إنّما أردت بذلك النصفة لمعاوية ، فإنّني لو قلت للحكمين أحكما لي وذرا معاوية كان لا يرضى بذلك. والنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لو قال لنصارى نجران لما قدموا عليه فقالوا نبتهل واجعل لعنة الله عليكم كانوا لا يرضون بذلك ، ولكنه أنصفهم من نفسه ، فقال كما أمره الله تعالى به ( تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ