وبحكم كتاب الله وما افترض علينا من ولاية من أقر بديننا ، فمعاذ الله أن نفعل ذلك إن شاء الله حتى تذهب أنفسنا أو نظهر على عدونا.
فقال ابن عباس : اللّهمّ هذا هو الحقّ.
وقالوا : ألست تعلم أنّ فيما اشترط عليّ ومعاوية كلّ واحد منهما على صاحبه ، انّه أيّما رجل أحدث حدثاً من أصحاب عليّ ودخل في دين معاوية وحكمه فليس لعليّ إقامة الحد عليه لدخوله في دين معاوية وحكمه ، وأيما رجل أحدث حدثاً من أصحاب معاوية ودخل في دين عليّ وحكمه فليس لمعاوية إقامة الحد عليه لدخوله في دين عليّ وحكمه ، فكيف يدخل في دين قوم قد أقروا على أنفسهم بأنّه من أحدث حدثاً منهم ففر من حكم الله عليه وكره إقامة الحد بأن يقول دخل في دين معاوية زال ذلك الحكم والحد عنه؟ وكيف يدخل في دين عليّ وامره كذلك ، وزاد بأن خلع نفسه من إمرة المؤمنين ولم يرجع ولم يستغفر ممّا قد أتى ممّا وصفناه وذكرناه من أمره فيما سوى ذلك قد استحق من امر الله البراءة والخلع حتى يتوب ويستغفر ربّه ويرجع من ذنبه. ألست تقول انّ عليّاً قاتل طلحة والزبير بكتاب الله وبما افترض الله عليه من قتال الفئة الباغية ، وعلى ذلك الأمر قاتل معاوية؟
قال : اللّهمّ نعم.
قالوا : وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قاتل عمار بن ياسر ومن معه بصفين حتى قتل عمّار بن ياسر ومن معه من أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والتابعين باحسان ، وبأمر الله وإذنه قاتلوا الفئة الباغية؟
قال : اللّهمّ نعم.