٤ ـ شيوع الأخطاء الاملائية والنحوية وقد وضعتها بين أقواس وأتبعتها بعلامة استفهام بين قوسين. ولم تقتصر تلك الأخطاء على الاملائية والنحوية ، بل تسرّب الخطأ حتى نال الآي القرآني ، فغلط في نقلها ، وذلك قوله تعالى في سورة براءة فقال : (وإلى قوله لا تعملون) ولدى مراجعة الآية الكريمة كانت قوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ) (١) ، ولم يرد تصحيح ما ذكرت في جدول (تصويب) في آخر الكتاب.
٥ ـ هلهلة اللغة الفجّة الّتي ساق بها المحاورة مع كثرة التكرار المملّ فيها ، ولم يعهد ذلك في شيء من محاورات الخوارج وخطبهم ، بل وصفوا بالبلاغة وحسن البيان ، ولندع الشكليات ، ولننظر إلى الأهم منها.
٦ ـ قال : « وانصرف عنهم وهو مقرّ لهم أنهم قد خصموه ونقضوا عليه ممّا جاء به ممّا احتج به عليهم ». وهنا لابدّ من وقفة تأمّل!
لماذا انصاع ابن عباس لحجتهم؟ وهم لم يأتوه بشيء جديد ، وإنّما حشروا في حوارهم المزيد من غير المفيد ، هو اجترار وتكرار لما سبق أن سمعه منهم من إشكاليات تافهة مرّت به في حروراء وفي الكوفة ، حينما أتاهم في منزلهم ، ومرت بنا محاوراته وفيها قرأناه مخاصماً جدلاً بقوة جنان وحسن بيان مع انارة المحجة ببليغ الحجة ، فاستطاع أن يقنع منهم من أناب فتاب ، وآب إلى جادة الصواب ، فما باله في هذه المرة احرنجم عن الجواب؟
٧ ـ وإذا صحّ ما ذكره المؤلف في المحاورة من انصياع ابن عباس لحجتهم ، وبالأحرى انقطاع حجته عن جوابهم ، فما باله لم يتبدّل نظره إليهم بعد
____________
(١) براءة / ٦.