إلى مخنف بن سُليم يسأله أنّ يمدّه ـ وهو قريب منه ـ ووجه ابنه عبد الرحمن في خمسين رجلاً فانتهوا إلى مالك وأصحابه وقد كسّروا جفون سيوفهم ، واقتتلوا أشد قتال ، واستقتلوا ، فلمّا رآهم أهل الشام ظنوا أنّ لهم مدداً فانهزموا عند المساء ، وتبعهم مالك فقتل منهم ثلاثة ...
وبلغ الخبر إلى الإمام فاستنهض الناس فتثاقلوا ، فخطبهم وقال : (يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسرٍ من مناسر أهل الشام أظلكم وأغلق بابه ، انحجر كلّ امرئ منكم في بيته انحجار الضبّ في جحره والضبع في وجارها ، المغرور من غررتموه ، ولمن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب ، لا أحرارٌ عند النداء ، ولا اخوان ثقة عند النجاء ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ماذا مُنيت به منكم ، عميٌ لا تبصرون ، وبكمٌ لا تنطقون ، وصمٌ لا تستمعون ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون) (١).
وإلى القارئ عرضاً سريعاً بأسماء من بعثهم معاوية في تلك الغارات انتقاءً من الجزء الرابع من كتاب الفتوح لابن أعثم ط دار الندوة الجديدة. بيروت :
١ ـ غارة الضحاك بن قيس الفهري : نزل الثعلبية ثمّ سار إلى القطقطانة وهي على بعدٍ قريب من الكوفة.
فأرسل الإمام حجر بن عدي في ألف فارس فطاردهم وأدركهم في بلاد كلب فقاتلهم فقتل من أهل الكوفة ومن أهل الشام سبعة ورجع الضحاك إلى معاوية مفلولاً مهزوماً (٢).
____________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ط دار المعارف باقتضاب.
(٢) الفتوح ٤ / ٣٧ ـ ٣٨.